يقرأ القرآن وهو نائم .. فما الحكم ؟
السؤال : هل سماع القرآن والإنصات له والإنسان نائم على جنبه جائز؟ وهل يجوز للإنسان أن يقرأ القرآن وهو على جنبه؟
الجواب : إن القرآن الكريم كتاب الله تعالى أنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين، وتحدى به الإنس والجن أن يأتوا بمثله فعجزوا وانقطع أملهم في ذلك، قال تعالى: “قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا”، وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بتلاوة القرآن الكريم وجعل تلاوته عبادة يثاب فاعلها، فقال جل شأنه: “اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون”.
وتلاوة القرآن الكريم لا يشترط فيها أن يكون الإنسان قائماً أو جالساً أو على جنبه أو مستلقياً مادامت هيئته لا توحي بالاستهانة بما يتلوه أو أن يكون في موضع غير طاهر أو وسط ضوضاء لا يستمع أهلها لما يتلى من القرآن إعراضا عنه.
وكذلك يجوز للإنسان أن يستمع للقرآن وينصت له وهو راقد على جنبه مادام معطيا القرآن حقه من الإقبال عليه والإنصات له، وذلك لأن القرآن الكريم أفضل الذكر، وقد أباح الله للمؤمنين أن يذكروا الله على كل حال، ووصفهم بأنهم أولو العقول الراجحة والألباب النيرة،
فقال جل شأنه: “إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض”، فلا مانع من الاستماع للقرآن ومن تلاوته والمرء مضطجع أو على جنبه حسب راحته مادام يعطي للقرآن حقه من الإقبال عليه وشغل القلب بآياته التي يتلوها أو يسمعها حتى يكون ممن قال الله فيهم: “إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون”، والله تعالى اعلم.